عمان - احمد الطراونة- بمناسبة احتفالات الأردن بعيد الاستقلال الثاني والستين، أقامت دارة المشرق للفكر والثقافة وبالتنسيق مع اللجنة الثقافية في ديوان أبناء الكرك، ندوة حوارية بعنوان الوجدان المشترك بين ضفتي النهر، ألقاها الزميل حسين نشوان.
وتحدثت في الندوة التي أدارتها الزميلة هند خليفات، الأديبة زهرية الصعوب رئيسة دارة المشرق للفكر والثقافة حيث أشارت الى أننا لسنا بحاجة للتأكيد على هويتنا والوطنية، ولسنا بحاجة للتذكير بأننا شعب واحد في الضفتين، والوحدة في وطننا ليست فقط تشابهاً بالعادات و تقارباً باللهجة، والأزياء، وحدتنا هي عندما أمتزج دم شهدائنا الطاهر بتراب فلسطين دفاعاً عن عروبتها.
أكد حسين نشوان في بداية حديثه على الأهمية الجغرافية في إعادة قراءة التاريخ المشترك ليس للضفتين فقط وإنما للأمة بأكملها مشيرا الى أن سايكس بيكو والأجندات الحديثة هي أجندات وحدود طارئه ليس لها أي أصول في ذاكرتنا.
وحذر نشوان الى العديد من التفاصيل التي نلمسها في حياتنا دونما إدراك منا لها، حيث أشار الى أن القبيلة أو التحالف الاجتماعي الذي سبق كافة التحالفات والعقود الاجتماعية لم تأت عبثا وإنما جاءت هي وقوانينها لحماية الفرد أولا والذي هو أساس الجماعة، وإنها لم تكن على أساس جغرافي وهذا يتأكد من خلال فلسفة قيام الحروب الصليبية على احتلال القلاع وليس على احتلال جغرافي محدد ومرسّم كما حدث متأخرا.
وأشار نشوان الى الهجرات المتلاحقة منذ انهيار سد مآرب الى ما نعيشه الآن من هجرات في التكوين الثقافي وان هنالك الكثير مما نشهده الآن ونراه من تكوينات ثقافية هي ذات جذور في تاريخنا ولم تأت من فراغ.
وكان نشوان قد أسس على الخلفيات الجغرافية بقراءة تاريخية للمنطقة التي تقع على ضفتي النهر وأشار الى أهم المفاصل التاريخية التي تجمعها وتشترك فيها عارضا الى تاريخ الديانات، والأساطير، والمدونات، والتاريخ الرسمي، والتاريخ الشفاهي، والمشتركات التي لانزال نحسها كاللهجات، والعادات، والتقاليد، والأزياء، والأمثال، والحكايات، والألعاب، والغناء والموسيقى، والمأكولات، وطقوس الزواج، ...الخ.
بعد ذلك تحدث نشوان عن العلاقة التي تمتد الى عمق التاريخ بين ضفتي النهر وعن وشائج القربى التي لا يمكن أن تحصى مشيرا الى أن الكثير من العائلات التي تقطن الآن غرب النهر هي ذات أصول جاءت من شرق النهر وان هنالك عائلات تقطن شرق النهر هي ذات أصول عريقة من غرب النهر، ولم يكن النهر فاصلا يوما من الأيام بين ضفتيه ولكن الذي يفصل الآن هو ذلك الخط الوهمي الذي يوجد على الخارطة السياسية والتي رسمه سايكس وبيكو.
بعد ذلك دار نقاش موسع حول أهمية الحديث عن هذه الجوانب المهمة من التاريخ المشترك والدم المشترك والذي لا يفصل بينهما أي فاصل مهما كان، حيث تحدث د. بكر خازر المجالي، د. صالح المعايطة، المحامي عمر ضمرة، د.سهام الخفش، والعميد المتقاعد خالد الشمايلة، و الفنان التشكيلي رفيق اللحام.
وفي ختام الأمسية قدمت أسرة دارة المشرق أنواعا من الأكلات الشعبية والتراثية ذات الجذور الواحدة والمشتركة بين الشعبين والتي تؤكد على عمق الوحدة ودوامها.
التاريخ المشترك بين جناحي النهر فـي الوجدان الشعبي
12:00 28-5-2008
آخر تعديل :
الأربعاء